في اليوم العالمي المناهض للحرب 1 أيلول عام 2016, صعد على متن الطائرة تاركاً مدينته على ساحل البلطيق، ودون ان يخبر أحد عن وجهته، لقد تبع قلبه لينضم الى قوات سوريا الديمقراطية
الشهيد اندوك جوتكار، قسطنطين
ينحدر الشهيد اندوك من مدينة كيل الألمانية الواقعة على ساحل البلطيق، عمل سابقا في مدينته كمزارع لذلك اطلق على نفسة لقب جوتكار والتي تعني المزارع باللغة الكردية.
الدفاع عن الإنسانية
لقد كان الشهيد اندوك من اولئك الرجال الذين لم يعد ضميرهم قادرا على تحمل فظائع تنظيم داعش وداعميه بحق المدنيين الابرياء، فقرر الانضمام الى قوات سوريا الديمقراطية في حربها على الإرهاب. شارك في معارك عديدة ضد تنظيم داعش الارهابي وعلى جبهات مختلفة في كل من منبج وجرابلس والرقة. فقد كان الشهيد اندوك يقاتل في الجبهات المتقدمة كطبيب ميداني في وحدة المسعفين التكتيكيين حيث تمكن من إنقاذ حياة العديد من الرفاق المقاتلين والمدنيين. كما شارك في وحدات المقاومة التابعة ل YBŞفي شنغال للدفاع عن الشعب اليزيدي ضد عمليات الإبادة الجماعية.
الإصابة:
اثناء محاربته لتنظيم داعش، أصيب الشهيد أندوك ثلاث مرات ومع ذلك فقد استمر في القتال. فقد نجى ذات مرة بأعجوبة حين اصيب في الرأس بطلقة قناص داعشي وذلك في إحدى معارك تحرير مدينة الرقة، ولحسن الحظ كان يرتدي الخوذة والتي لا تزال موجودة الى اليوم كتذكار في أكاديمية المقاتلين الأمميين، كانت هذه الإصابة الأشد خطورة من بين الإصابات فقد تعذر علاجها في شمال شرق سوريا مما اضطره للعودة إلى وطنه المانيا لتلقي العلاج هناك.
العودة لمتابعة النضال والاستشهاد:
مع بداية هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها الارهابيين على راس العين وتل ابيض، عاد الشهيد اندوك إلى شمال شرق سوريا ليشارك قوات سوريا الديمقراطية في المقاومة والدفاع عن المدينتين ضد الإرهاب والاحتلال تاركا رسالة إلى والديه: قال فيها “يجب أن أذهب” وبعد ثلاثة أيام من وصولة استشهد إثر غارة جوية للاحتلال التركي على رأس العين في تشرين الأول عام 2019 وكان يبلغ من العمر حينها 24 عاما فقط.
لقد ضحى الشهيد اندوك بحياته دفاعا عن الكرامة والإنسانية وفي سبيل بناء مجتمع حر ديمقراطي، حاله حال العديد من شهداء قوات سوريا الديمقراطية الذين لا يزالون احياء في قلوب رفاقهم المقاتلين الذين اقسموا على مواصلة النضال ضد الاحتلال حتى طرده من مناطق شمال وشرق سوريا.