قدّمت ولدَيْها في سبيل الحُرّيّة، ومن ثُمَّ سلكت طريقَهُما. نذرت نفسها أن تسير على درب ولدَيها. إنها الأم “فرات دير الزور” التي تبلغ من العمر 52 عاماً، تجدها مفعمة بالروح الوطنية والاندفاع نحو النضال، ولم يثنِها عن العمل استشهاد اثنين من أبنائها في سبيل الحرية والكرامة. استشهاد ابنها “محمود” ذو الـ23 ربيعاً، وبعده شقيقه “سلطان” والذي كان يبلغ حينها عشرين عاماً، زاد من قوتها وإيمانها بالقضية العادلة التي استشهدا من أجلها، ولم تذرف الدموع عليهما، رغم حرقة الأم على أولادها، ولم تعقد المراثي المعهودة، بل افتخرت بشهيديها، والتحقت بمؤسسة عوائل الشهداء بكل فخر واعتزاز لترثي أولادها بطريقتها الخاصة، ولتمضي في الطريق الذي سلكه أولادها، ومن ثمّ انضمت إلى مؤسسة عوائل الشهداء في إقليم الفرات، ولتعمل بكل إخلاص وتفانٍ لتقديم كافة التسهيلات والخدمات اللازمة لذوي وعوائل الشهداء.