ضمن إطار سلسلة لقاءاته مع مختلف المؤسَّسات التّابعة للإدارة الذّاتيَّة والفعّاليّات المجتمعيَّة والدّينيّة في شمال وشرق سوريّا؛ ألقى الدّكتور الشّيخ “مرشد معشوق الخزنوي”، اليوم الأحد، ندوة بعنوان “تجديد الخطاب الدّينيّ”، وذلك في جامع “أبي هريرة” بمدينة الرِّقَّة.
حضر النَّدوة خطباء وأئّمة مساجد الرِّقَّة وطلّاب العلم، وممثّلين عن “مؤتمر الإسلام الدّيمقراطيّ” والمؤسَّسة الدّينيَّة في الرِّقَّة و”رابطة آل البيت” وعدد كبير من المهتمّين بالشَّأن الدّينيّ والمجتمعيّ.
تحدَّثَ الشيخ “الخزنوي” في ندوته بشكل مُسهب عمّا تعانيه مجتمعاتنا من أزمات فكريَّة وانغلاق دينيّ وعدم الانفتاح على الآخر المختلف، ودعا إلى تجديد الخطاب الدّينيّ وإزالة الأفكار المُتطرّفة التي زُرعت في مجتمعاتنا باسم التعصُّب الدّينيّ والقبليّ والعقائديّ والعرقيّ، واعتبرها دخيلة على مجتمعاتنا، ولم يكن لها وجود سابقاً، وهي وافدة من الخارج، حيث أنَّ كُلّ الأديان والأعراق كانت متعايشة وسمحاء فيما بينها، وعلى هذا الأساس بنوا حضارة عريقة، حسب قوله.
كما حثَّ الدّكتور الشيخ “الخزنوي” رجال الدّين إلى أن يكون لهم دور فاعل في المجتمع، وخاصة على منابر المساجد، ليكون دوراً تعليميّاً، نهضويّاً ورقابيّاً، وبذلك يوصلون رسالتهم في نشر القيم الحميدة بين النّاس ويشاركونهم في أفراحهم وأتراحهم، ويساهمون في سَدِّ الطريق أمام الأيدي الخارجيَّة التي تحاول زرع الفتنة بين أبناء المجتمع، وفق توصيف الشّيخ “الخزنوي”.
وطالب الشّيخ العلّامة الدّكتور “مرشد معشوق الخزنوي” في ختام ندوته أئّمة المساجد وطلبة العلم أن يكونوا قريبين من الشّارع، ويساهموا في نشر الوعي بين النّاس، ويكون دورهم فاعلاً في محاربة الآفات الاجتماعيّة الخطرة والتي تهدّد المجتمع، وخاصَّةً الأجيال الصّاعدة، منها مسألة المخدّرات والتطرّف الدّينيّ والتعصُّب القوميّ والقبليّ، منوّهاً أنَّ تلك المهام ليست فقط مسؤوليَّة المؤسَّسات الإداريّة في المنطقة، وإنَّما هي مسؤوليَّة الكُلّ، وخاصَّةً رجال الدّين من خلال دورهم في إصلاح المجتمع وإرشاده ونشر الوعي.
وجدير بالذّكر أنَّ هذه هي المرَّة الأولى التي يزور فيها الدّكتور الشّيخ “مرشد معشوق الخزنوي” أهله وأقرباءه في مناطق شمال وشرق سوريّا منذ ما يزيد عن /18/ عاماً قضاها في بلاد اللّجوء بأوروبا، بعد أن لاحقته سلطات النِّظام السُّوريّ على خلفيّة استشهاد والده الدّكتور “معشوق الخزنوي” على أيدي أجهزة النِّظام السُّوريّ عام 2005، وقد تعرَّض لتعذيب شديد، ودُفِن جثمانه بشكل سُرّيٍّ في منطقة دير الزور إلى أن تم نقله لاحقاً إلى مقاطعة قامشلو وتم دفنهُ بمراسيم مهيبة.