مجدداً تبدأ جولة من المفاوضات بين الاطراف المتصارعة في سوريا ومن خلال القوى الاقليمية والدولية.
وجاءت جولة جنيف 8 بعد اجتماع الرياض 2 والذي تمخض عنه دمج للمنصات والمعارضة لتشكيل وفداً واحداً للتفاوض ولكن ضمن روئ مختلفة وأولويات مختلفة.
فمن هذه المنصات من يرى أن الانتقال السياسي أولى خطوات الحل السياسي، والبعض الآخر يرى أن محاربة الإرهاب والمساعدات الإنسانية والغذائية للمناطق المحاصرة أولوية، والبعض يناقش موضوع المعتقلين والمخطوفين والمغيبين كخطوة أولى وبادرة حسن نية واختبار للنوايا من قبل الطرفين سواء معارضة أو نظام.
في حين يرى دي مستورا أن مسألة الدستور والانتخابات يجب ان تكون هي الطريق لبدء حوار سوري – سوري حقيقي.
ليتفاجأ بموقف المعارضة التي أدلت بتصريح أنها لا تحبذ مناقشة هاتين السلتين في ظل وجود النظام الحالي.
ومن خلال تمديد المؤتمر نستنتج أن الجولة الأولى لم تحرز أي تقدم ملحوظ.
لكن هناك ضغوط دولية وممارسات على طرفي الصراع لإنهاء حالة العنف والتوصل لاتفاق سياسي يرضي جميع الأطراف ويكتسب صفة الشرعية الدولية.
وما تأجيل مؤتمر سوتشي إلا لكسب المزيد من التأييد الدولي واكتسابه صبغة وشرعنه دولية، ولانتظار نتائج جولة جنيف 8 وما ستلحقه من جنيفات أخرى.
واكتمال النضج السياسي لدى طرفي النزاع ولاسيما قراءة واقع الميدان العسكري.
هنا لابد لنا من قراءة الواقع السوري بقليل من الواقعية والمصداقية كي لا يستخف القارئ بتحليلاتنا وكتاباتنا
بالعودة إلى الواقع الميداني العسكري نلاحظ ان سوريا في الوقت الراهن مقسمة مناطق.
والمفاوضات التي تجري الآن سواء في جنيف أو أستانا لا تعطي انعكاساً وتمثيلاً حقيقياً لكافة مكونات الشعب السوري.
وقد أكد الفاعلين الدوليين روسيا وأمريكا وحتى دي مستورا على ضرورة إشراك ممثلي عن الكرد في المفاوضات، رغم التحفظ التركي بخصوص إشراكهم في إي تسوية مستقبلية.
لذلك إن الزخم والدعم الذي سيحظى به مؤتمر سوتشي سيكون أكثر وسيلاقي تجاوباً كبيراً ومن الجميع، كون سوتشي حوار سوري سوري وبكل مكونات الشعب السوري لرسم خارطة مستقبلهم وهو أقرب إلى مؤتمر للمصالحة وتقريب وجهات النظر حول الأرضية المشتركة بين جميع الفرقاء.
وما يخص مشاركة الأكراد في المؤتمرات نجد أن المكون الكردي يطالب بحضور ممثلين عن الإدارة الذاتية ككل والتي تشمل كل مكونات الشمال السوري، وليس كمكون كردي فقط، وذلك إيماناً بمبدأ أخوة الشعوب والديمقراطية التي تمارس على أرض الواقع.
ولاسيما بدء انتخابات المجالس المحلية في 1/12/2017 وذلك عقب المرحلة الأولى من انتخابات الكومينات وما يميز انتخابات اليوم الإشراف الدولي.
حتى أن ممثل الجيش الروسي الجنرال الكسي كيم قد زار أحد مراكز الاقتراع في مدينة القامشلي برفقة إلهام أحمد الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية.
ومن خلال الأرقام والنسب التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات نجد الإقبال الكثيف من قبل الرجال والنساء لتمثيل مجتمعاتهم في بناء وإدارة مناطقهم.
وقد أثبتت هذه الانتخابات مرة أخرى على وعي الشعب واختياره الطريق الديمقراطي لبناء مجتمعه، وأثارت هذه الانتخابات إعجاب منقطع النظير من قبل المجتمع الدولي الذي وقف مدهوشاً وحائراً أمام سرعة وتقبل الشعب لإدارة نفسه بنفسه وبإمكانات ضعيفة ومحدودة.
إن البناء وخلق الثقة والتشاركية في صنع القرار والاستقرار هو عنوان المرحلة المقبلة..
إن التأكيد على المشروع الديمقراطي لسوريا، لابد أن يمر ضمن أروقة المؤتمرات المتعاقبة ولاسيما ما نسمعه ويتردد عن شكل جديد للنظام السياسي في سوريا من خلال صياغة دستور جديد يضمن المشاركة السياسية الفاعلة وفصل السلطات وتحقيق العدالة الاجتماعية، وإعادة تفعيل الحياة السياسية والتعددية السياسية ضمن مبدأ أخوة الشعوب وحفظ حقوق كل مكونات الشعب السوري.
ينبغي أن يشارك الجميع في بناء سوريا الجديدة مع التركيز على مفهوم الوطن ومبدأ المواطنة.
فكلنا شركاء في بناء الوطن.
حسين العثمان عضو الهيئة التنفيذية في التحالف الوطني الديمقراطي السوري